نحن نرزقكم وإياهم ... نحن نرزقكم وإياهم ...
صفحة 1 من اصل 1
نحن نرزقكم وإياهم ... نحن نرزقكم وإياهم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله سئلت من بعض من أسأل الله ان يرفع قدرهم بالعلم والحلم
أن أبين الفرق بين قوله تعالي :
((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ))
وقوله تعالى:
((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ))
فرأيت من الواجب الذي علي أن أبين
فأقول:
الفقر في الأولى قائم ، وفي الثانية متوقع مخشِـيٌّ.
ومن ثم كان الفقر في الأولى للآباء لأنهم واقعون فيه، ولا علاقة للبنات فيه لأنهن لم يولدن بعد.
وفي الثانية وجهان:
الأول: أنه وقع فيه الآباء تخوفا على بناتهن لأنهن كان يخاف عليهن منه كما هو شائع عندهم قال الشاعر:قال الشاعر:
إذا تذكرت بنتي حين تندبني ... فاضت لعب
رة بنتي عبرتي بدم
أحاذر الفقر يوماً أن يلم بها ... فيَهتك السترَ عن لحم على وضم
تهوَى حياتي وأهوَى موتها شفقا ... والموتُ أكرم نزّال على الحُرم
والثاني: انه قد يتصور أنه بسبب كثرة الأبناء فتخلصوا من البنات تخففا.
ولذلك كان التقديم والتأخير مناسبا للأمرين:
فاما الآية الأولى فيقول ابن عاشور في التحرير والتنوير - (8 / 297): "قيل هنالك { نحن نرزقكم وإياهم } بتقديم ضمير الآباء على ضمير الأولاد ، لأن الإملاق الدافع للوأد المحكي به في آية الأنعام هو إملاق الآباء فقدم الإخبار بأن الله هو رازقهم وكمل بأنه رازق بناتهم. وهذا واضح في أنه لما كان الإملاق واقعا للآباء كان الرد مبادرا إلى طمأنتهم أن الله يقدر على رزقهم فلا يقتلوا بناتهم".
ولكن لما كان الفقر في الاية الثانية متوقعا ويزيد من توقعه كثرة الأبناء فقد بادرت الآية بطمأنتهم أن الله رازق هذه البنات التي تريودن قتلهن خشية أن تفتقروا بسببهن فهو متكفل برزقهن.
أما إذا كان السبب في القلق والتخوف من الفقر واقع من الآباء على بناتهن بعد موتهن كما في الشعر فالآية تطمئنهم أن الله سيرزقهن بعد موتهم، فلا يقتلوهن والله رازقهن. قال ابن عاشور: "وأما الإملاق المحكي في هذه الآية فهو الإملاق المخشي وقوعه . والأكثر أنه توقع إملاق البنات كما رأيت في الأبيات ، فلذلك قُدم الإعلام بأن الله رازق الأبناء وكُمل بأنه رازق آبائهم . وهذا من نكت القرآن" .
قلت: ولذلك ذيلت الآية بتفظيع هذا الفعل فقال تعالى((إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)) فإذا كان القتل في ذاته خطئا عظيما فإن قتلن خوفا من فقرهم بعده أو فقره بهن مع تكفل الله لهن بالرزق تظهر صورة فظاعته وعظمه
السلام عليكم ورحمة الله سئلت من بعض من أسأل الله ان يرفع قدرهم بالعلم والحلم
أن أبين الفرق بين قوله تعالي :
((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ))
وقوله تعالى:
((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ))
فرأيت من الواجب الذي علي أن أبين
فأقول:
الفقر في الأولى قائم ، وفي الثانية متوقع مخشِـيٌّ.
ومن ثم كان الفقر في الأولى للآباء لأنهم واقعون فيه، ولا علاقة للبنات فيه لأنهن لم يولدن بعد.
وفي الثانية وجهان:
الأول: أنه وقع فيه الآباء تخوفا على بناتهن لأنهن كان يخاف عليهن منه كما هو شائع عندهم قال الشاعر:قال الشاعر:
إذا تذكرت بنتي حين تندبني ... فاضت لعب
رة بنتي عبرتي بدم
أحاذر الفقر يوماً أن يلم بها ... فيَهتك السترَ عن لحم على وضم
تهوَى حياتي وأهوَى موتها شفقا ... والموتُ أكرم نزّال على الحُرم
والثاني: انه قد يتصور أنه بسبب كثرة الأبناء فتخلصوا من البنات تخففا.
ولذلك كان التقديم والتأخير مناسبا للأمرين:
فاما الآية الأولى فيقول ابن عاشور في التحرير والتنوير - (8 / 297): "قيل هنالك { نحن نرزقكم وإياهم } بتقديم ضمير الآباء على ضمير الأولاد ، لأن الإملاق الدافع للوأد المحكي به في آية الأنعام هو إملاق الآباء فقدم الإخبار بأن الله هو رازقهم وكمل بأنه رازق بناتهم. وهذا واضح في أنه لما كان الإملاق واقعا للآباء كان الرد مبادرا إلى طمأنتهم أن الله يقدر على رزقهم فلا يقتلوا بناتهم".
ولكن لما كان الفقر في الاية الثانية متوقعا ويزيد من توقعه كثرة الأبناء فقد بادرت الآية بطمأنتهم أن الله رازق هذه البنات التي تريودن قتلهن خشية أن تفتقروا بسببهن فهو متكفل برزقهن.
أما إذا كان السبب في القلق والتخوف من الفقر واقع من الآباء على بناتهن بعد موتهن كما في الشعر فالآية تطمئنهم أن الله سيرزقهن بعد موتهم، فلا يقتلوهن والله رازقهن. قال ابن عاشور: "وأما الإملاق المحكي في هذه الآية فهو الإملاق المخشي وقوعه . والأكثر أنه توقع إملاق البنات كما رأيت في الأبيات ، فلذلك قُدم الإعلام بأن الله رازق الأبناء وكُمل بأنه رازق آبائهم . وهذا من نكت القرآن" .
قلت: ولذلك ذيلت الآية بتفظيع هذا الفعل فقال تعالى((إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)) فإذا كان القتل في ذاته خطئا عظيما فإن قتلن خوفا من فقرهم بعده أو فقره بهن مع تكفل الله لهن بالرزق تظهر صورة فظاعته وعظمه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى